فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{۞ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفٖ قُوَّةٗ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةٖ ضَعۡفٗا وَشَيۡبَةٗۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡقَدِيرُ} (54)

{ الله الذي خلقكم من ضعف }{ من } ابتدائية ، والجملة قبلها مبتدأ وخبر ، بدأ الله تعالى خلقنا ضعفاء ، وجعل الضعف{[1]} أساس كياننا ، ويشهد لذلك قول المولى- تبارك اسمه- ) . . وخلق الإنسان ضعيفا( {[2]} ، ثم بعد ضعف الطفولية ، ينعم علينا بالفتوة والقوة وبلوغ الأشد ، ثم يعقب ذلك الوهن والمشيب- فكأن الوهن والضعف بعد الفتوة يصيب القوى فيكون ضعفا ، ويصيب الظواهر فيظهر شيبا ، [ وهذا الترديد في الأطوار المختلفة أظهر دليل على وجود الصانع العليم القدير ، وقوله : [ يخلق ما يشاء ] كقوله في دليل الآفاق : { فيبسطه في السماء كيف يشاء } والكل إشارة إلى بطلان القول بالطبيعة المستقلة ]{[3]} { وهو العليم القدير } مما أورد ابن جرير : { العليم } بتدبير خلقه{ القدير } على ما يشاء لا يمتنع عليه شيء أراده ، فكما فعل هذه الأشياء ، فكذلك يميت خلقه ويحييهم إذا شاء ، يقول : واعلموا أن الذي فعل هذه الأفعال بقدرته يحيي الموتى إذا شاء . اه .


[1]:- سورة يونس، الآية 24.
[2]:- ما بين العارضتين من روح المعاني.
[3]:- يتعبد.