فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (57)

{ يستعتبون } يطلب إليهم إزالة عتب الله تعالى أي غضبه سبحانه عليهم .

{ فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم } يوم إذ يعرضون على ربهم ، ويستصغرون مدة مكثهم ، لا يغني عنهم اعتذارهم ، ولا يقبل منهم ندمهم ، وإنما كما بين القرآن الحكيم لا يسمعون إلا ما يقطع به رجاؤهم : )فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين( {[3397]} . ومهما أقروا واعترفوا بذنبهم ، فلن يستجيب الله لدعائهم ، وقد شهدت بذلك آيات محكمات ، إذ يحسرون فيقولون : )ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون( {[3398]} فيزجرون من لدن رب العالمين : )اخسؤا فيها ولا تكلمون( {[3399]} ثم يسألهم وهو أعلم بهم : )كم لبثتم في الأرض عدد سنين . قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين . قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون . أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون . فتعالى الله الملك الحق . . ( {[3400]} ، { ولا هم يستعتبون } لا يطلب إليهم أن يرضوا ربهم ، بإزالة عتبه تعالى ، والمراد : إزالة غضبه بالتوبة والطاعة ، فقد حق عليهم العذاب ، ولا حالهم حال من يستعتب ويرجع .


[3397]:سورة فصلت. الآية 24.
[3398]:سورة المؤمنون. الآية 107.
[3399]:سورة المؤمنون. من الآية 108.
[3400]:سورة المؤمنون. من الآية 112، والآيات 113، 114، 115، ومن الآية 116.