{ وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا } لما أزهقت حجة الله تعالى باطل المشركين والمنكرين ، وسقط إفكهم ، ونودوا ليؤمنوا بما جاءنا من الحق من ربنا ، أعرضوا وعاندوا ولم يستجيبوا )بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون( {[3445]} ، ومن قبل آتى الله تعالى خليله إبراهيم حجته على قومه ، فجادلهم بما جاء في القرآن الحكيم : )قال هل يسمعونكم إذ تدعون . أو ينفعوكم أو يضرون . قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون( {[3446]} ، ولقد عجب القرآن من ضلال هؤلاء وأولئك ومن على شاكلتهم فقال : ) . . أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون( {[3447]} ، فكأنما تواصى الطاغون بهذا الزور والبهتان ، فهم في كل عصر يعكفون على الشرك أو الجحود والنكران ، ويقلدون في ذلك أبالستهم وأسلافهم ممن ضلوا وحق عليهم الخسران ، ولهذا ختمت الآية الكريمة من هذه السورة المباركة بقول الله الحكيم : { أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } فكأن المعنى : أيصرون على متابعة الأقدمين من أولياء الشياطين ، والشيطان إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ، والشرر المستطير ، وعذاب النار والخزي والتحسير
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.