فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلۡمُجۡرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ رَبَّنَآ أَبۡصَرۡنَا وَسَمِعۡنَا فَٱرۡجِعۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} (12)

{ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون12 }

وحين يرد هؤلاء المجرمون ومن على شاكلتهم بعد موتهم أحياء ويوقفون بين يدي ربهم ليحاسبهم تراهم على حال عجيبة ، ولو ترى يا محمد أو يا من له أهلية الخطاب لرأيتهم في هول شديد ، وخزي يغشى وجوههم ، قال الزجاج : والمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته ، والمعنى : لو ترى يا محمد منكري البعث يوم القيامة لرأيت العجب . اه يقولون : يا ربنا أبصرنا الآيات الكونية ، وسمعنا الآيات القرآنية ، أبصرنا صدق وعيدك ، وسمعنا تصديق رسلك ، وصرنا ممن يبصر ويسمع ، وكنا من قبل عميا صما لا ندرك ، رجعوا على أنفسهم بالملامة وأقروا بالضلال والندامة ، كما حكى الله عن إقرارهم بقوله الحق : )وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير( {[3507]} )أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا . . ( {[3508]} ، ويسألون الله أن يرجعهم إلى الدنيا ليؤمنوا ويبروا ، ولكن هيهات ! يقول ربنا- تبارك اسمه- : )ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين . بل بدالهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادون لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون( {[3509]} .


[3507]:سورة الملك. الآية 10.
[3508]:سورة مريم. من الآية 38.
[3509]:سورة الأنعام. الآيتان: 27، 28.