{ لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك } إلا من كان منهم ثابت العلم ، منتتفعا به ، مستقيما على نوره ، مصدقا مستيقنا بهداه ، فإنه يصدق بالكتب المنزلة من قبل من التوراة والزبور والإنجيل ، ويستيقن بالقرآن وهو المصدق لها والمهيمن عليها ، - وقد وصفوا بالإيمان بعدما وصفوا بما يوجبه من الرسوخ في العلم بطريق العطف المبني على المغايرة بين المتعاطفين ، تنزيلا للاختلاف العنواني منزلة الاختلاف الذاتي- ( {[1613]} ) ؛ { والمقيمين الصلاة } نصب على المدح- عند كثير من النحاة- وإقامتها قد تعني : إتمامها من تقويم الشيء وتحسينه وتحقيقه ، وقيل يؤدونها على ما فيها من قيام وغيره ، فعبر عنها بالقيام ، لأن القيام من فروضها ، وإن كانت تشتمل على غيره ؛ - فذكر ركنا من أركانها الذي هو من فروضها ، ودل به على أن ذلك فرض فيها ، وعلى إيجاب ما هو من فروضها ، فصار ( { المقيمين الصلاة } ) موجبا للقيام فيها ، ومخبرا به عن فرض الصلاة ، ويحتمل : المديمين فروضها في أوقاتها ، كقوله تعالى : { . . إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } أي : فرضا في أوقات معلومة لها ، ونحوه قوله تعالى : ( . . قائما بالقسط . . ) ( {[1614]} ) ، يعني : يقيم القسط ولا يفعل غيره ، والعرب تقول في الشيء الراتب الدائم قائم ، . . . ، وقيل هو من قول القائل : قامت السوق ، إذا حضر أهلها ، فيكون معناه : الاشتغال بها عن غيرها ، ومنه : قد قامت الصلاة ؛ وهذه الوجوه على اختلافها يجوز أن تكون مرادة بالآية- ( {[1615]} ) ؛ { والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما } والمعطون زكاة أموالهم مستحقيها ، والمصدقون المستيقنون بالله وباليوم الآخر فأصحاب هذه المنازل من اليقين هيأ الله تعالى لهم الثواب الجزيل في جنات النعيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.