فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ} (21)

{ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى( 19 ) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى( 20 ) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى( 21 ) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى( 22 ) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى( 23 ) }

الآيات الكريمة السابقة تبين صدق الرسول ورسالته ، وهذه تبين كذب الكافرين وافتراءهم فيما زعموه من أن الملائكة والأصنام بنات الله- والاستفهام إنكاري- أي : أفعلمتم أن أوثانكم- اللات والعزى ومناة- بنات الله ؟ تعالى الله- ولقد جهلتم وضللتم إذا ادعيتم أن الملائكة- كذلك- بنات الله ! ؛ كيف يبلغ بكم الجور عن الحق ، والميل عن العدل ، والخروج عن الصواب أن تجعلوا لله البنات ، وأنتم لا تحبون لأنفسكم إلا البنين ؟ إنها لقسمة عوجاء باغية ، وما الأصنام التي نحتّموها وادعيتم ألوهيتها إلا أسماء ليس لمسماها نصيب من الألوهية ؛ وقد سبقكم آباؤكم في هذا الإفك فاقتديتم بهم ، وما أنزل الله في شيء مما افترى آباؤكم وافتريتم من برهان ؛ إنما يتبعون فيما يخرصون التوهم والأهواء الباطلة ، وما تميل إليه النفوس الأمارة بالسوء ؛ ولقد أتاهم من ربهم الحق الذي ينأى بهم عن الضلال والحيرة ؛ وجاءهم رسول الله يبين لهم الرشد من الغي .