محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ} (21)

{ ألكم الذكر وله الأنثى } قال الزمخشريّ : كانوا يقولون : إن الملائكة وهذه الأصنام بنات الله ، وكانوا يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله تعالى ، مع وأدهم البنات ، فقيل لهم : { ألكم الذكر وله الأنثى } ؟ ويجوز أن يراد أن اللات والعزى ومنات إناث ، / وقد جعلتموهن لله شركاء ، ومن شأنكم أن تحتقروا الإناث ، وتستنكفوا من أن يولدن لكم ، وينسبن إليكم ، فكيف تجعلون هؤلاء الإناث أندادا لله ، وتسمونهن آلهة ؟ انتهى .

لطيفة :

قال الشهاب : قد مرّ مرارا الكلام في { أرأيت } وأنها بمعنى ( أخبرني ( وفي كيفية دلالتها على ذلك ، واختلاف النحاة في فعل الرؤية فيه ، هل هو بصري ؟ فتكون الجملة الاستفهامية بعدها مستأنفة لبيان المستخبر عنه . وهو الذي اختاره الرضيّ . أو علمية ، فتكون في محل المفعول الثاني ، فالرابط حينئذ أنها في تأويل : أهي بنات الله ؟

قال السمين : وكأن أصل التركيب : ألكم الذكر ، وله هن ، أي : تلك الأصنام . وإنما أوثر هذا الاسم الظاهر لوقوعه رأس فاصلة .