فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

مكية

وآياتها ثنتان وستون

كلماتها : 360 ؛ حروفها : 1405

بسم الله الرحمن الرحيم

{ والنَّجْمِ إِذَا هَوَى( 1 ) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ( 2 )وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى( 3 ) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى( 4 ) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى( 5 ) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى( 6 ) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ( 7 ) } .

أقسم الله تعالى بالثريا إذا سقطت مع الفجر- والعرب تسمي الثريا نجما وإن كانت في العدد نجوما ، واللام فيه للعهد- وقد تكون{ ال } للجنس ، وهويها : غروبها ؛ أو هويها : اندثارها يوم القيامة ؛ أو النجم الذي يرجم به الشياطين ؛ وهويها : انقضاضها ؛ أو النجم : النبات { إذا هوى } سقط على الأرض ؛ ما حاد صاحبكم محمد عن الحق ولا زال عنه ، ولا اعوج في نهجه ؛ وهذه الآية جواب القسم- والظاهر أن الضلال يعني أن لا يجد السالك إلى مقصده سبيلا أصلا ، والغواية أن لا يكون له إلى المقصد طريق مستقيم ، ولهذا لا يقال للمؤمن ضال ، ويقال : غويّ غير رشيد- وما ينطق محمد عن هواه ، ولا يقول من عند نفسه ، إنما يتلقى عن ربه من كلامه وعلمه ، يوحيه إليه ويبلغه إياه جبريل عليه السلام الذي ائتمنه الله على وحيه ينزله به على من اجتبى من رسله ومن اصطفى من عباده ، وجبريل على حمل تلك الأمانات قدير ، وإنه لذو علم لما علمه الله فهو قوي البنيان والجنان ، أوتي بأسا في الفعل ، وسدادا وحكمة في العقل ؛ ومن إقدار الله تعالى له على التشكل بأشكال مختلفة استطاع أن يظهر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مستويا على صورته وهيئته الحقيقية الأصلية التي خلق عليها- وذلك عند غار حراء في مبادئ النبوة- وهو بالجهة العليا من السماء المقابلة لمن ينظر نحوها .

[ { ما ضل صاحبكم وما غوى } هذا هو المقسم عليه ، وهو الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد تابع للحق ليس بضال- وهو الجاهل الذي يسلك على غير طريق بغير علم- ولا بغاوٍ وهو : العالم بالحق العادل عنه قصدا إلى غيره . . ]{[5774]} .

[ ثم يجوز أن يكون هذا إخبارا عما بعد الوحي ، ويجوز أن يكون إخبارا عن أحواله على التعميم ، أي كان أبدا مُوَحِّدًا لله ؛ وهو الصحيح . . ]{[5775]} .


[5774]:ما بين العارضتين مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن العظيم.
[5775]:ما بين العارضتين مما أورده صاحب الجامع لأحكام القرآن.