{ يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم ( 12 ) } .
كان النساء إذا هاجرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن بهذه النواهي الستة قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : فمن أقر بهذا من المؤمنات فقد أقر بالمحنة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انطلقن فقد بايعتكن ) .
مما رواه مسلم في صحيحه : { على أن لا يشركن بالله شيئا } من الإشراك ، { ولا يسرقن } لا يأخذن من مال الغير ولو كان زوجا شيئا ذا قيمة خلسة أو بدون إذنه ، إلا أن يكون الزوج شحيحا فتأخذ ما يكفيها وعيالها بالقدر الذي يرتضيه العرف الصحيح . { ولا يزنين } لا يرتكبن الفاحشة النكراء .
{ ولا يقتلن أولادهن } لا يسقطن الأجنة ولا يئدن البنات خشية الفقر أو العار أو غير ذلك . { ولا يأتين بهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن } لا يلحقن بأزواجهن ولدا من غيرهم بالالتقاط أو الإلحاق ، ولا يقدمن على خطيئة أو افتراء ، ولا يرضين بسيئة تنال العفة والشرف ولو بما دون الجماع من نحو لمس أو تقبيل أو معانقة لغير الأزواج . { ولا يعصينك في معروف } لا يخالفنك في شيء مما حذر الله ارتكابه ، ولا في طاعة ومعروف مما وصاكم الله به .
{ فبايعهن واستغفر لهن الله } فتضمن لهن الثواب الجزيل من الله ما وفين بذلك ، كما شهد بذلك الحديث الصحيح ، وفيه : ( فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله فهو إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له منها ) .
وفي الصحيحين عن ابن عباس قال : شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ؛ فكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب ؛ فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم فكأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال فقال : { يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن . . . }- حتى فرغ من الآية كلها ، ثم قال حين فزع- : أنتن على ذلك ) ؟ فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها : نعم يا رسول الله ؛ لا يدري الحسن بن مسلم- راوي الحديث- من هي . قال : ( فتصدقن ) وبسط بلال ثوبه فجعلن بلقين الفتخ- حلق من فضة لا فص فيها- والخواتيم في ثوب بلال . لفظ البخاري . إن الله ذو ستر على ذنب من تاب أن يفضحه بما كان منه { رحيم } فلا يعذبه بعد أن استعتب وأناب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.