فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِيهِمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (6)

{ لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ( 6 ) } .

تحققوا واستيقنوا أن الاقتداء بإبراهيم- عليه الصلاة والسلام- والتأسي به ومن سار على نهجه وملته من خير ما يحقق رجاءكم في نيل مرضاة الله تعالى وثوابه وجنته ؛ ومن يعرض عن رسالات ربه ، ويتبع غير طريق المرسلين والمؤمنين فعلى نفسه جنى ولن يضر الله شيئا فإنه- تبارك اسمه- لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ؛ إذ هو الغني الذي لا حاجة به إلى شيء ، والمحمود في السموات وفي الأرض { فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون }{[6603]} .

[ وفي قوله سبحانه : { لمن كان يرجو الله . . . } إشارة إلى أن من كان يرجو الله تعالى واليوم الآخر لا يترك الاقتداء بهم وأن تركه من مخايل عدم رجاء الله سبحانه واليوم الآخر الذي هو من شأن الكفرة ، بل مما يؤذن بالكفر ، كما ينبئ عن ذلك قوله تعالى : { ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد } فإنه مما يوعد بأمثاله الكفرة . ]{[6604]} .


[6603]:- سورة فصلت. الآية 38.
[6604]:- ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني؛ بتصرف.