الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ} (2)

{ لإيلاف قريش } قيل : هذه اللام تتصل بما قبلها على معنى أهلك الله أصحاب الفيل لتبقى قريش وتألف رحلتيها . وقيل : معنى اللام التأخير على معنى { فليعبدوا رب هذا البيت } { لإيلاف قريش } أي ليجعلوا عبادتهم شكرا لهذه النعم ، واعترافا بها . يقال : ألف الشيء وآلفه بمعنى واحد ، والمعنى لإلف قريش رحلتيها ، وذلك أنه كانت لهم رحلتان : رحلة في الشتاء إلى اليمن ، ورحلة في الصيف إلى الشام ، وبهما كانت تقوم معايشهم وتجاراتهم ، وكان لا يتعرض لهم في تجارتهم أحد . يقول : هم سكان حرم الله ، وولاة بيته ، فمن الله عليهم بذلك .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ} (2)

قوله : { إيلافهم رحلة الشيتاء والصيف } إيلافهم ، مجرور على البدل من إيلاف الأولى . ورحلة مفعول به للمصدر { إيلافهم } {[4863]} وهي بمعنى الارتحال . فقد كانوا يرتحلون في العام مرتين . إحداهما إلى اليمن في الشتاء ؛ لأنها بلاد حارة ، والرحلة الأخرى في الصيف إلى الشام ؛ لأنها بلاد باردة ، وقد كانوا يرتحلون للتجارة ، وذلك هو دأبهم في الجاهلية والإسلام .


[4863]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 537.