الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ وَنَحۡشُرُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ زُرۡقٗا} (102)

أسند النفخ إلى الآمر به فيمن قرأ : «ننفخ » بالنون . أو لأن الملائكة المقرّبين وإسرافيل منهم بالمنزلة التي هم بها من رب العزة ، فصح لكرامتهم عليه وقربهم منه أن يسند ما يتولونه إلى ذاته تعالى . وقرىء : «ينفخ » بلفظ ما لم يسم فاعله . وينفخ . ويحشر ، بالياء المفتوحة على الغيبة والضمير لله عز وجل أو لإسرافيل عليه السلام . وأما يحشر المجرمون فلم يقرأ به إلا الحسن . وقرىء : ( في الصور ) بفتح الواو جمع صورة ، وفي الصور : قولان ، أحدهما : أنه بمعنى الصور وهذه القراءة تدل عليه . والثاني : أنه القرن . قيل : في الزرق قولان ، أحدهما : أن الزرقة أبغض شيء من ألوان العيون إلى العرب لأنّ الروم أعداؤهم وهم زرق العيون ولذلك قالوا في صفة العدوّ : أسود الكبد ، أصهب السبال ، أزرق العين . والثاني : أنّ المراد العمى ؛ لأنّ حدقة من يذهب نور بصره تزراقّ .