الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۗ وَلَا تَعۡجَلۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مِن قَبۡلِ أَن يُقۡضَىٰٓ إِلَيۡكَ وَحۡيُهُۥۖ وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا} (114)

{ فتعالى الله الملك الحق } استعظام له ولما يصرِّف عليه عباده من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده والإدارة بين ثوابه وعقابه على حسب أعمالهم ، وغير ذلك مما يجري عليه أمر ملكوته ولما ذكر القرآن وإنزاله قال على سبيل الاستطراد : وإذا لقنك جبريل ما يوحى إليك من القرآن ، فتأنّ عليك ريثما يسمعك ويفهمك . ثم أقبل عليه بالتحفظ بعد ذلك . ولا تكن قراءتك مساوقة لقراءته . ونحوه قوله تعالى : { لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } [ القيامة : 16 ] وقيل معناه : لا تبلغ ما كان منه مجملاً حتى يأتيك البيان . وقرىء : «حتى تقضى إليك وحيه » . وقوله تعالى : { رَّبّ زِدْنِى عِلْماً } متضمن للتواضع لله تعالى والشكر له عندماعلم من ترتيب التعلم ، أي علمتني يا رب لطيفة في باب التعلم وأدباً جميلاً ما كان عندي . فزدني علماً إلى علم ، فإنّ لك في كل شيء ، حكمة وعلماً . وقيل : ما أمر الله رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] بطلب الزيادة في شيء إلا في العلم .