الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ} (8)

وقرىء : «لأمانتهم » سمى الشيء المؤتمن عليه والمعاهد عليه أمانة وعهداً . ومنه قوله تعالى : { إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات إِلَى أَهْلِهَا } [ النساء : 58 ] وقال : { وَتَخُونُواْ أماناتكم } [ الأنفال : 27 ] وإنما تؤدّى العيون لا المعاني ، ويخان المؤتمن عليه ، لا الأمانة في نفسها . والراعي : القائم على الشيء بحفظ وإصلاح كراعي الغنم وراعي الرعية . ويقال : من راعي هذا الشيء ؟ أي متوليه وصاحبه : ويحتمل العموم في كل ما ائتمنوا عليه وعوهدوا من جهة الله تعالى ومن جهة الخلق ، والخصوص فيما حملوه من أمانات الناس وعهودهم .