الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي مائة وتسع عشرة آية وثماني عشرة عند الكوفيين

{ قَدْ } نقيضه «لما » هي تثبت المتوقع و«لما » تنفيه ، ولا شكّ أن المؤمنين كانوا متوقعين لمثل هذه البشارة وهي الإخبار بثبات الفلاح لهم ، فخوطبوا بما دلّ على ثبات ما توقعوه . والفلاح : الظفر بالمراد ، وقيل : البقاء في الخير . و { أَفْلَحَ } دخل في الفلاح ، كأبشر : دخل في البشارة . ويقال : أفلحه : أصاره إلى الفلاح . وعليه قراءة طلحة بن مصرِّف : أفلح ، على البناء للمفعول . وعنه : «أفلحوا » على : أكلوني البراغيث . أو على الإبهام والتفسير . وعنه : «أفلح » بضمة بغير واو ، اجتزاء بها عنها ، كقوله :

فَلَوْ أَنَّ الاطِبَّا كَانَ حَوْلِي ***

فإن قلت : ما المؤمن ؟ قلت : هو في اللغة المصدق . وأما في الشريعة فقد اختلف فيه على قولين ، أحدهما : أنّ كل من نطق بالشهادتين مواطئاً قلبه لسانه فهو مؤمن . والآخر أنه صفة مدح لا يستحقها إلاّ البرّ التقيّ دون الفاسق الشقيّ .