الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ} (6)

{ على أزواجهم } في موضع الحال ، أي الأوّالين على أزواجهم : أو قوّامين عليهنّ ، من قولك : كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان . ونظيره : كان زياد على البصرة ، أي : والياً عليها . ومنه قولهم : فلانة تحت فلان ، ومن ثمة سميت المرأة فراشاً : والمعنى : أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال ، إلا في حال تزوّجهم أو تسريهم ، أو تعلق { على } بمحذوف يدلّ عليه { غَيْرُ مَلُومِينَ } [ المعارج : 30 ] كأنه قيل : يلامون إلا على أزواجهم ، أي : يلامون على كل مباشر إلا على ما أطلق لهم ، فإنهم غير ملومين عليه . أو تجعله صلة لحافظين ، من قولك : احفظ عليّ عنان فرسي ، على تضمينه معنى النفي ، كما ضمن قولهم : نشدتك بالله إلا فعلت معنى ما طلبت منك إلا فعلك .

فإن قلت : هلا قيل : من ملكت ؟ قلت : لأنه أريد من جنس العقلاء ما يجري مجرى غير العقلاء وهم الإناث جعل المستثنى حداً أوجب الوقوف عنده .