قوله : { والذين هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ } قرأ ابن كثير هنا وفي سأل{[32207]} «لأَمَانَتِهِم »{[32208]} بالتوحيد ، والباقون بالجمع{[32209]} . وهما في المعنى واحد إذ المراد العموم{[32210]} والجمع أوفق .
والأمانة في الأصل مصدر ، ويطلق على الشيء المؤتمن عليه لقوله{[32211]} : { أَن تُؤدُّوا الأمانات إلى أَهْلِهَا }{[32212]} [ النساء : 58 ] .
«وتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ »{[32213]} ، وإنما يُؤدَّى ويُخان الأعيان لا المعاني ، كذا قال الزمخشري{[32214]} .
أما ما ذكره من الآيتين فمسلم ، وأما هذه الآية فيحتمل المصدر ويحتمل العين ، والعهد ما عقده على نفسه فيما يقربه إلى الله ، ويقع أيضاً على ما{[32215]} أمر الله به كقوله : { الذين قالوا إِنَّ الله عَهِدَ إِلَيْنَا }{[32216]} [ آل عمران : 183 ] ، والعقود التي عاقدوا الناس عليها يقومون بالوفاء بها . فالأمانات تكون بين الله وبين العبد كالصلاة ، والصيام ، والعبادات الواجبة وتكون بين العبيد كالودائع والبضائع{[32217]} ، فعلى{[32218]} العبد الوفاء بجميعها{[32219]} .
وقوله : «رَاعُونَ » الراعي القائم{[32220]} على الشيء يحفظه ويصلحه كراعي الغنم ، ومنه يقال : مَنْ راعي هذا الشيء ؟ أي متوليه{[32221]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.