الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِنَّهُۥ مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} (30)

قال صلى الله عليه وسلم : " كرم الكتاب ختمه " . " وكان صلى الله عليه وسلم يكتب إلى العجم ، فقيل له : إنهم لا يقبلون إلا كتاباً عليه خاتم ، فاصطنع خاتماً " عن ابن المقفع : من كتب إلى أخيه كتاباً ولم يختمه فقد استخف به . وقيل : مصدّر ببسم الله الرحمن الرحيم [ إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ] : هو استئناف وتبيين لما أُلْقِيَ إليها ، كأنها لما قالت : إني أُلْقِيَ إليّ كتاب كريم ، قيل لها : ممن هو ؟ وما هو ؟ فقالت : إنه من سليمان وإنه : كيت وكيت . وقرأ عبد الله : «وإنه من سليمان وإنه » عطفاً على : إني . وقرىء : «أنه من سليمان وأنه » ، بالفتح على أنه بدل من كتاب ، كأنه قيل : ألقى إليّ أنه من سليمان . ويجوز أن تريد : لأنه من سليمان ولأنه ، كأنها عللت كرمه بكونه من سليمان ، وتصديره باسم الله . وقرأ أبيّ : «أنْ من سليمان وأنْ بسم الله » ، على أن المفسرة .