الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ} (124)

{ إِذْ تَقُولُ } ظرف لنصركم ، على أن يقول لهم ذلك يوم بدر ، أو بدل ثان من { وإِذْ غَدَوْتَ } على أن يقوله لهم يوم أحد .

فإن قلت : كيف يصح أن يقول لهم يوم أحد ولم تنزل فيه الملائكة ؟ قلت : قاله لهم مع اشتراط الصبر والتقوى ( عليهم ) ، فلم يصبروا عن الغنائم ولم يتقوا ، حيث خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلذلك لم تنزل الملائكة ؛ ولو تموا على ما شرط عليهم لنزلت . وإنما قدم لهم الوعد بنزول الملائكة لتقوى قلوبهم ويعزموا على الثبات ويثقوا بنصر الله . ومعنى { أَلَنْ يَكْفِيكُمْ } إنكار أن لا يكفيهم الإمداد بثلاثة آلاف من الملائكة . وإنما جيء بلن الذي هو لتأكيد النفي ، للإشعار بأنهم كانوا لقلتهم وضعفهم وكثرة عدوّهم وشوكته كالآيسين من النصر .