تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِذۡ تَقُولُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ أَلَن يَكۡفِيَكُمۡ أَن يُمِدَّكُمۡ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ مُنزَلِينَ} (124)

الآية 124 وقوله تعالى : { إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلف من الملائكة منزلين } وذكر في سورة الأنفال : { بألف من الملائكة مردفين } [ الآية : 9 ] فاختلف فيه : كانوا عشرة آلاف لأنه ذكر مرة { بثلاثة ألف } [ آل عمران : 124 ] ومرة { بخمسة آلاف } [ آل عمران : 12 ] ومرة { بألف من الملائكة مردفين } [ الأنفال : 9 ] فيكون ألفين{[4294]} ، فذلك عشرة ألف ، وقيل : كانوا تسعة آلاف : ثلاثة آلاف وخمسة آلاف وألفا{[4295]} ، وقيل : كانوا كلهم خمسة آلاف : ثلاثة آلاف وألفين{[4296]} مددا لهم . ثم اختلف فيه : قال بعضهم : كان يوم أحد ، وقال آخرون : يوم بدر بقوله{[4297]} تعالى : { فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين } [ الأنفال : 9 ] يوم بدر ، ولا ندري كيف كانت القصة ؟ وليس لنا إلى معرفة القصة حاجة سوى أن فيه بشارة للمؤمنين بالنصر لهم والمعونة بقوله : { وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به } [ آل عمران : 126 ] جعل في ذلك تسكين قلوب المسلمين .

ثم اختلف في قتال الملائكة ، قال بعضهم : قاتل الملائكة الكفار ، وقال آخرون : لم يقاتلوا ، ولكن جاؤوا بتسكين قلوبهم ما ذكر في الآية [ 126 ] ولا يحتمل القتال لأنه ذكر في الآية : { ويقللكم في أعينهم } [ الأنفال : 44 ] ولو كانوا يقاتلون لم يكن لما يقلل معنى ، لأن الواحد منهم كاف بجميع المشركين ، ألا ترى أن جبريل [ عليه السلام ]{[4298]} كيف رفع قريات لوط ، فقلبها ؟ فدل لما ذكر ، والله أعلم ، وقيل : قاتلوا يوم بدر ، ولم يقاتلوا يوم أحد ، فلا ندري كيف كان الأمر ؟


[4294]:في الأصل وم: ألفان.
[4295]:في الأصل وم: وألف.
[4296]:في الأصل وم: وألفان.
[4297]:في الأصل وم: وقوله.
[4298]:أدرجت في الأصل وم: عم.