الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (129)

وعن الحسن { يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء } بالتوبة ، ولا يشاء أن يغفر إلا للتائبين { وَيُعَذّبُ مَن يَشَاءُ } ولا يشاء أن يعذب إلا المستوجبين للعذاب . وعن عطاء : يغفر لمن يتوب إليه ويعذب من لقيه ظالماً . وأتباعه قوله { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالمون } تفسير بين لمن يشاء ، وأنهم المتوب عليهم ، أو الظالمون ، ولكن أهل الأهواء والبدع يتصامُّون ويتعامون عن آيات الله فيخبطون خبط عشواء ، ويطيبون أنفسهم بما يفترون على ابن عباس من قولهم : يهب الذنب الكبير لمن يشاء ، ويعذب من يشاء على الذنب الصغير .