الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ} (128)

{ أَوْ يَتُوبَ } عطف على ما قبله . و { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَىْءٌ } اعتراض . والمعنى أنّ الله مالك أمرهم ، فإما يهلكهم أو يهزمهم أو يتوب عليهم إن أسلموا ، أو يعذبهم إن أصروا على الكفر ، وليس لك من أمرهم شيء ، إنما أنت عبد مبعوث لإنذارهم ومجاهدتهم . وقيل : إنّ { يَتُوبَ } منصوب بإضمار «أن » و «وأن يتوب » في حكم اسم معطوف بأو على الأمر أو على شيء ، أي ليس لك من أمرهم شيء ، أو من التوبة عليهم ، أو من تعذيبهم . أو ليس لك من أمرهم شيء ، أو التوبة عليهم ، أو تعذيبهم ، وقيل «أو » بمعنى «إلا أن » كقولك : لألزمنك أو تعطيني حقي ، على معنى ليس لك من أمرهم شيء إلا أن يتوب الله عليهم فتفرح بحالهم ، أو يعذبهم فتتشفى منهم . وقيل :

شجه عتبة ابن أبي وقاص يوم أحد وكسر رباعيته ، فجعل يمسح الدم عن وجهه ، وسالم مولى أبي حذيفة يغسل عن وجهه الدم ، وهو يقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم ، فنزلت . وقيل : أراد أن يدعو الله عليهم فنهاه الله تعالى ، لعلمه أن فيهم من يؤمن .