{ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ } رسول من أنفسهم { وَقَالَ الكافرون } ولم يقل : وقالوا : إظهاراً للغضب عليهم ، ودلالة على أنّ هذا القول لا يجسر عليه إلاّ الكافرون المتوغلون في الكفر المنهمكون في الغيّ الذين قال فيهم : { أُوْلَئِكَ هُمُ الكافرون حَقّاً } [ النساء : 151 ] وهل ترى كفراً أعظم وجهلاً أبلغ من أن يسموا من صدّقه الله بوحيه كاذباً ، ويتعجبوا من التوحيد ، وهو الحق الذي لا يصحّ غيره ، ولا يتعجبوا من الشرك وهو الباطل الذي لا وجه لصحته . روي : أَنّ إسلام عمر رضي الله تعالى عنه فرح به المؤمنون فرحاً شديداً ، وشقّ على قريش وبلغ منهم ، فاجتمع خمسة وعشرون نفساً من صناديدهم ومشوا إلى أبي طالب وقالوا : أنت شيخنا وكبيرنا ، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، يريدون : الذين دخلوا في الإسلام ، وجئناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك ، فاستحضر أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك السَّواء فلا تمل كل الميل على قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ماذا يسألونني ؟ " قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال عليه السلام : " أرأيتم إن أعطيتكم ما سألتم أمعطيّ أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ؟ " فقالوا : نعم وعشراً ، أي نعطيكها وعشر كلمات معها ، فقال : " قولوا : لا إله إلاّ الله " فقاموا وقالوا : { أَجَعَلَ الآلهة إلها واحدا إِنَّ هذا لَشَىْءٌ عُجَابٌ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.