الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَمَا يَنظُرُ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ} (15)

{ هؤلاء } أهل مكة . ويجوز أن يكون إشارة إلى جميع الأحزاب لاستحضارهم بالذكر ، أو لأنهم كالحضور عند الله . والصيحة : النفخة { مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } وقرىء : بالضم : ما لها من توقف مقدار فواق ، وهو ما بين حلبتي الحالب ورضعتي الراضع . يعني : إذا جاء وقتها لم تستأخر هذا القدر من الزمان ، كقوله تعالى : { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأخِرُونَ سَاعَةً } [ النحل : 61 ] وعن ابن عباس : ما لها من رجوع وترداد ، من أفاق المريض إذا رجع إلى الصحة . وفواق الناقة : ساعة ترجع الدرّ إلى ضرعها ، يريد : أنها نفخة واحدة فحسب لا تثنى ولا تردد .