قوله تعالى : { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم } ، يحتمل هذا وجهين : أحدهما : { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم } أي من بشر مثلهم كقولهم : { هل هذا إلا بشر مثلكم } [ الأنبياء : 3 ] وقولهم : { يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون } [ المؤمنون : 33 ] وقولهم : { أبعث الله بشرا رسولا }[ الإسراء : 94 ] كانوا ينكرون الرسالة في البشر ، ويقولون : { لولا أنزل علينا الملائكة } [ الفرقان : 21 ] .
والثاني : { وعجبوا أن جاءهم منذر منهم } أي من دونهم في أمر الدنيا لما رأوا أنفسهم قد ضلوا في أمر الدنيا دونه . وقالوا : { أأنزل عليه الذكر من بيننا } [ ص : 8 ]{ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم } [ الزخرف : 31 ]لم يروا من دونهم في أمر الدنيا على ما ذكر ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وقال الكافرون هذا ساحر كذاب } دل هذا القول منهم أنه كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم آية معجزة أتى بها حتى قالوا : ساحر كذاب . علموا أنه رسول الله لكنهم عاندوا ، وأرادوا بقولهم : ساحر كذاب أن يغروا أتباعهم عليه كما أغرى فرعون قومه على موسى عليه السلام حين قال : { يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره } [ الشعراء : 35 ] وهو عليه السلام لم يرد أن يخرجهم من أرضهم ، إنما يريد الإسلام منهم .
فعلى ذلك هؤلاء الرؤساء عرفوا أنه ليس بساحر ، ولكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أرادوا أن يغروا قومهم وأتباعهم عليه ، وألبسوا أمره عليهم لئلا يتبعوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.