فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَعَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡۖ وَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا سَٰحِرٞ كَذَّابٌ} (4)

{ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ } أي عجب الكفار الذين وصفهم الله سبحانه بأنهم في عزة وشقاق أن جاءهم رسول من أنفسهم ينذرهم بالعذاب إن استمروا على الكفر وأن وما في حيزها محل نصب بنزع الخافض ، أي من أن جاءهم ، وهو كلام مستأنف مشتمل على ذكر نوع من أنواع كفرهم . { وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ } قالوا هذا القول لما شاهدوا ما جاء به من المعجزات الخارجة عن قدرة البشر ، أي هذا المدعي للرسالة ساحر فيما – فيما يظهره من المعجزات ، كذاب فيما يدعيه من أن الله أرسله ، قيل ووضع الظاهر موضع المضمر لإظهار الغضب عليهم وأن ما قالوه لا يتجاسر على مثله إلا المتوغلون في الكفر ، المنهمكون في الغي ، إذ لا كفر أغلظ من أن يسموا من صدقه الله : كاذبا ساحرا ، ويتعجبوا من التوحيد ، وهو الحق الأبلج ، ولا يتعجبوا من الشرك ، وهو باطل لجلج ،