الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَدۡعُونَ مِن قَبۡلُۖ وَظَنُّواْ مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٖ} (48)

ومعنى ضلالهم عنهم على هذا التفسير : أنهم لا ينفعونهم ، فكأنهم ضلوا عنهم { وَظَنُّواْ } وأيقنوا ما لهم من محيص . والمحيص : المهرب .

فإن قلت : { ءاذَنَّاكَ } إخبار بإيذان كان منهم ، فإذ قد آذنوا فلم سئلوا ؟ قلت : يجوز أن يعاد عليهم ( أين شركائي ) ؟ إعادة للتوبيخ ، وإعادته في القرآن على سبيل الحكاية : دليل على إعادة المحكى . ويجوز أن يكون المعنى : أنك علمت من قلوبنا وعقائدنا الآن أنا لا نشهد تلك الشهادة الباطلة ، لأنه إذا علمه من نفوسهم فكأنهم أعلموه . ويجوز أن يكون إنشاء للإيذان ولا يكون إخباراً بإيذان قد كان ، كما تقول : أعلم الملك أنه كان من الأمر كيت وكيت .