الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{۞إِلَيۡهِ يُرَدُّ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِۚ وَمَا تَخۡرُجُ مِن ثَمَرَٰتٖ مِّنۡ أَكۡمَامِهَا وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَيَوۡمَ يُنَادِيهِمۡ أَيۡنَ شُرَكَآءِي قَالُوٓاْ ءَاذَنَّـٰكَ مَامِنَّا مِن شَهِيدٖ} (47)

{ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ الساعة } أي إذا سئل عنها قيل : الله يعلم . أو لا يعلمها إلا الله . وقرىء «من ثمرات من أكمامهن » . والكم - بكسر الكاف - وعاء الثمرة ، كجف الطلعة ، أي : وما يحدث شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضع واضع إلا وهو عالم به . يعلم عدد أيام الحمل وساعاته وأحواله : من الخداج والتمام ، والذكورة والأنوثة ، والحسن والقبح وغير ذلك { أَيْنَ شُرَكَآءِى } أضافهم إليه تعالى على زعمهم ، وبيانه في قوله تعالى : { أَيْنَ شُرَكَائِىَ الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } [ القصص : 62 ] وفيه تهكم وتقريع { ءاذَنَّاكَ } أعلمناك { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } أي ما منا أحد اليوم - وقد أبصرنا وسمعنا - يشهد بأنهم شركاؤك ، أي : ما منا إلا من هو موحد لك : أو ما منا من أحد يشاهدهم ، لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم آلهتهم ، لا يبصرونها في ساعة التوبيخ وقيل : هو كلام الشركاء ، أي : ما منا من شهيد يشهد بما أضافوا إلينا من الشركة .