البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَدۡعُونَ مِن قَبۡلُۖ وَظَنُّواْ مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٖ} (48)

{ وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل } : أي نسوا ما كانوا يقولون في الدنيا ويدعون من الآلهة ، أو { وضل عنهم } : أي تلفت أصنامهم وتلاشت ، فلم يجدوا منها نصراً ولا شفاعة ، { وظنوا } : أي أيقنوا .

قال السدي : { ما لهم من محيص } : أي من حيدة ورواغ من العذاب .

والظاهر أن ظنوا معلقة ، والجملة المنفية في موضع مفعولي ظنوا .

وقيل : تم الكلام عند قوله : { وظنوا } ، أي وترجح عندهم أن قولهم : { ما منا من شهيد } منجاة لهم ، أو أمر يموهون به .

والجملة بعد ذلك مستأنفة ، أي يكون لهم منجماً ، أو موضع روغان .