وأَمَّا الضمير في قوله : { وَضَلَّ عَنْهُم } فلا احتمال لِعَوْدَتِهِ إلاَّ على الكفار ، و{ آذَنَّاكَ } قال ابن عباس وغيره : معناه : أعلمناك ما مِنَّا مَنْ يشهدُ ، ولا مَنْ شَهِدَ بأنَّ لك شريكاً { وَضَلَّ عَنْهُم } أي : نَسُوا ( ما كانوا ) يقولُونَ في الدنيا ، و( يَدْعُونَ ) من الآلهة والأصنام ، ويحتمل أن يريد : وضَلَّ عنهم الأصنام ، أي : تلفت ، فلم يجدوا منها نَصْراً ، وتلاشى لهم أمْرُهَا .
وقوله : { وَظَنُّواْ } يحتمل أنْ يكونَ متَّصِلاً بما قبله ، ويكون الوقْفُ عليه ، ويكون قوله : { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } استئنافاً ، نفَى أنْ يكُونَ لهم مَلْجَأً أو موضِعَ رَوَغَانٍ ، تقول : حَاصَ الرَّجُلُ : إذَا رَاغَ لِطَلَبِ النجاةِ مِنْ شَيْءٍ ؛ ومنه الحديثُ : " فَحاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إلَى الأَبْوَابِ " ، ويكونَ الظَّنُّ على هذا التأويل على بابه ، أي : ظَنُّوا أَنَّ هذه المقالة { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } مَنْجَاةٌ لهم ، أو أمر يموِّهون به ، ويحتمل أنْ يكون الوقف في قوله : { مِن قَبْلُ } ، ويكون { وَظَنُّواْ } متصلاً بقوله : { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } أي : ظنوا ذلك ، ويكون الظن على هذا التأويل بمعنى اليقين ، وقد تقدَّم البحثُ في إطلاق الظن على اليقين ، ( ت ) : وهذا التأويلُ هو الظاهرُ ، والأوَّلُ بعيدٌ جدًّا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.