الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَدۡعُونَ مِن قَبۡلُۖ وَظَنُّواْ مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٖ} (48)

ثم قال تعالى : { وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل } أي : وضل عن هؤلاء المشركين يوم القيامة آلهتهم التي كانوا يدعونها في الدنيا فأخذ بها عن{[60548]} طريقتهم{[60549]} فلم تدفع عنهم شيئا من عذاب الله سبحانه .

ثم قال تعالى : { وظنوا ما لهم من محيص } أي : وأيقنوا أنه لا محيص لهم من عذاب الله عز وجل ولا ملجأ منه جلت عظمته .

قال أبو عبيدة : يقال : حاص يحيص إذا حاد{[60550]} .

وقيل : ( المحيص : المذهب الذي ترجى فيه النجاة ){[60551]} .

وأجاز أبو حاتم الوقف على ( وظنوا ){[60552]} يجعل{[60553]} الظن بمعنى الكذب ، أي{[60554]} : قالوا : آذاناك ما منا من شهيد ، وكذبوا في قولهم ، بل كانوا يدعون أن له شريكا . تعالى الله عن ذلك .

والوقف عند غيره على ( محيص ) لأن المعنى : وأيقنوا أنه لا ينفعهم الفرار{[60555]} .


[60548]:كذا في (ت) و(ح) ولعل الصواب: (على).
[60549]:(ت): (طريقهم).
[60550]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/193، وإعراب النحاس 4/67. وقال بهذا ابن المبارك أيضا في غريبه 329.
[60551]:انظر: إعراب النحاس 4/67 حيث ورد بلفظه.
[60552]:(ت): ظنوا.
[60553]:(ت): فجعل.
[60554]:ساقط من (ت).
[60555]:انظر: هذين الوجهين من الوقف في القطع والإئتناف 636، ومنار الهدى 280.