الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (80)

{ وَلُوطًا } وأرسلنا لوطاً . و { إِذْ } ظرف لأرسلنا . واذكر لوطاً ، وإذ بدل منه ، بمعنى : واذكر وقت : { قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفاحشة } أتفعلون السيئة المتمادية في القبح { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا } ما عملها قبلكم ، والباء للتعدية من قولك : سبقته بالكرة ، إذا ضربتها قبله . ومنه قوله عليه [ الصلاة و ] السلام : " سبقك بها عكاشة " { مِنْ أَحَدٍ مّن العالمين } «من » الأولى زائدة لتوكيد النفي وإفادة معنى الاستغراق ، والثانية للتبعيض .

فإن قلت : ما موقع هذه الجملة ؟ قلت : هي جملة مستأنفة ، أنكر عليهم أوّلاً بقوله : { أَتَأْتُونَ الفاحشة } ثم وبخهم عليها فقال : أنتم أوّل من عملها . أو على أنه جواب لسؤال مقدّر ، كأنهم قالوا : لما لا نأتيها ؟ فقال : ما سبقكم بها أحد ، فلا تفعلوا ما لم تسبقوا به .