القصة الخامسة قوله سبحانه { ولوطاً إذ قال لقومه } تقديره أرسلنا لوطاً وقت قال لقومه ، ويجوز أن يكون معناه واذكر لوطاً إذ قال لقومه على أن «إذ » بدل من المفعول به لا ظرف . وإنما صرف نوح ولوط مع أن فيه سببين : العجمة والعلمية ، لأن سكون وسطه قاوم أحد السببين { أتأتون الفاحشة } أتفعلون الخصلة المتمادية في القبح { ما سبقكم بها } قال في الكشاف : الباء للتعدية من قولك : سبقته بالكرة إذا ضربتها قبله أي ما عملت قبلكم . قلت : ومن المحتمل أن تكون الباء فيه مثله في قولك : كتبت بالقلم . وفي قوله { تنبت بالدهن } [ المؤمنون : 20 ] أي ما سبقكم ملتبساً بها من أحاد من العالمين «من » الأولى زائدة لتأكيد النفي وإفادة الاستغراق . والثانية للتبعيض . وموقع هذه الجملة استئناف لأنه أنكر عليهم أوّلاً بقوله { أتأتون الفاحشة } ثم وبخهم عليها فقال : وأنتم أوّل من عملها . أو هو جواب سؤال مقدر كأنه قيل : لم لا نأتيها ؟ فقال : { ما سبقكم بها من أحد } فلا تفعلوا ما لم تسبقوا به . ويجوز أن تكون صفة للفاحشة كقوله :
ولقد أمر على اللئيم يسبني *** . . .
وهاهنا سؤال وهو أنه كيف يجوز دعوى عدم السبق في هذه الخصلة ولم تزل الشهوة داعية إليها ؟ والجواب لعل متقدميهم كانوا يستقذرونها وينفرون عنها طبعاً كسائر الحيوانات ، أو المراد أن الإقبال بالكلية على ذلك العمل لم يوجد في الأعصار المتقدمة . قال الحسن : كانوا ينكحون الرجال في أدبارهم وكانوا لا ينكحون إلا الغرباء . وقال عطاء عن ابن عباس : استحكم ذلك فيهم حتى فعل بعضهم ببعض { أئنكم لتأتون الرجال } بيان لما أجمله في قوله { أتأتون الفاحشة } وكلا الاستفهامين للإنكار . وفي الثاني أكثر ولهذا زيد فيه «إن » ومثله في النمل { أتأتون } وبعده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.