قرأ الحسن «ولا تمنّ » «وتستكثر » مرفوع منصوب المحل على الحال ، أي : ولا تعط مستكثراً رائياً لما تعطيه كثيراً ، أو طالباً للكثير : نهى عن الاستغزار : وهو أن يهب شيئاً وهو يطمع أن يتعوّض من الموهوب له أكثر من الموهوب ، وهذا جائز . ومنه الحديث : " المستغزر يثاب من هبته " وفيه وجهان ، أحدهما : أن يكون نهياً خاصاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنّ الله تعالى اختار له أشرف الآداب وأحسن الأخلاق ، والثاني : أن يكون نهى تنزيه لا تحريم له ولأمته وقرأ الحسن «تستكثر » بالسكون . وفيه ثلاثة أوجه : الإبدال من تمنن . كأنه قيل : ولا تمنن لا تستكثر ؛ على أنه من المنّ في قوله عز وجل : { ثم لا يتبعون ما أنفقوا مناً ولا أذى } [ البقرة : 262 ] لأنّ من شأن المنان بما يعطي أن يستكثره ، أي : يراه كثيراً ويعتدّ به ، وأن يشبه ثرو بعضد ، فيسكن تخفيفاً ، وأن يعتبر حال الوقف . وقرأ الأعمش بالنصب بإضمار «أن » كقوله :
أَلاَ أَيُّهذَا الزَّاجِرِى أحْضُرَ الْوَغَىء ***
وتؤيده قراءة ابن مسعود «ولا تمنن أن تستكثر » ويجوز في الرفع أن تحذف «أن » ويبطل عملها ، كما روي : أحضر الوغى بالرفع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.