الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ذَرۡنِي وَمَنۡ خَلَقۡتُ وَحِيدٗا} (11)

{ وَحِيداً } حال من الله عز وجل على معنيين ، أحدهما : ذرني وحدي معه ، فأنا أجزيك في الانتقام منه عن كل منتقم . والثاني : خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد . أو حال من المخلوق على معنى : خلقته وهو وحيد فريد لا مال له ولا ولد ، كقوله : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خلقناكم أَوَّلَ مَرَّةٍ } [ الأنعام : 94 ] ، وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي وكان يلقب في قومه بالوحيد ، ولعله لقب بذلك بعد نزول الآية ؛ فإن كان ملقباً به قبل فهو تهكم به وبلقبه ، وتغيير له عن الغرض الذي كانوا يؤمونه - من مدحه ، والثناء عليه بأنه وحيد قومه لرياسته ويساره وتقدّمه في الدنيا - إلى وجه الذم والعيب : وهو أنه خلق وحيداً لا مال له ولا ولد ، فآتاه الله ذلك ، فكفر بنعمة الله وأشرك به واستهزأ بدينه .