الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ} (2)

أذن له : استمع له . ومنه قوله عليه السلام : « ما أذن الله لشيء كأذنه لنبيّ يتغنى بالقرآن » وقول حجاف بن حكيم :

أَذِنْتُ لَكُمْ لَمَّا سَمِعْتُ هَرِيرَكُمْ ***

والمعنى : أنها فعلت في انقيادها لله حين أراد انشقاقها فعل المطواع الذي إذا ورد عليه الأمر من جهة المطاع أنصت له وأذعن ولم يأب ولم يمتنع ، كقوله : { أَتَيْنَا طَائِعِينَ } [ فصلت : 11 ] ، { وَحُقَّتْ } من قولك هو محقوق بكذا وحقيق به ، يعني : وهي حقيقة بأن تنقاد ولا تمتنع . ومعناه الإيذان بأنّ القادر بالذات يجب أن يتأتى له كل مقدور ويحق ذلك .