الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ} (2)

قوله : { وَأَذِنَتْ } : عَطْفٌ على " انْشَقَّتْ " ، وقد تقدَّم أنه جوابٌ على زيادةِ الواوِ ، ومعنى " أَذِنَتْ " ، أي : استمعَتْ أَمْرَه . يُقال : أَذِنْتُ لك ، أي : استمَعْتُ كلامَك . وفي الحديث : " ما أَذِن اللَّهُ لشيءٍ إذْنَه لنبيٍّ يتغَنَّى بالقرآن " وقال الشاعر :

صُمٌّ إذا سَمِعوا خيراً ذُكِرْتُ به *** وإن ذُكِرْتُ بسُوْءٍ عندهم أَذِنوا

وقال آخر :

إنْ يَأْذَنُوا رِيْبةً طاروا بها فَرَحاً *** وما هُمُ أَذِنُوا مِنْ صالحٍ دَفَنوا

وقال الجحَّافُ بنُ حكيم :

أَذِنْتُ لكمْ لَمَّا سَمِعْتُ هريرَكُمْ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

والاستعارةُ المذكورةُ في قولِه تعالى : { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [ فصلت : 11 ] أو الحقيقةُ عائدٌ ههنا .

قوله : { وَحُقَّتْ } الفاعلُ في الأصلِ هو اللَّهُ تعالى ، أي : حَقَّ اللَّهُ عليها ذلك ، أي : بسَمْعِه وطاعتِه . يُقال : هو حقيقٌ بكذا وتَحَقَّق به ، والمعنى : وحُقَّ لها أَنْ تفعلَ .