فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ} (2)

ومعنى : { وَأَذِنَتْ لِرَبّهَا } : أنها أطاعته في الانشقاق من الإذن ، وهو الاستماع للشيء والإصغاء إليه { وَحُقَّتْ } أي وحقّ لها أن تطيع وتنقاد وتسمع ، ومن استعمال الإذن في الاستماع قول الشاعر :

صمّ إذا سمعوا خيراً ذكرت به *** وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا

وقول الآخر :

إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحا *** مني وما أذنوا من صالح دفنوا

وقيل : المعنى : وحقق الله عليها الاستماع لأمره بالانشقاق : أي جعلها حقيقة بذلك . قال الضحاك : { حقت } أطاعت ، وحقّ لها أن تطيع ربها لأنه خلقها ، يقال : فلان محقوق بكذا ، ومعنى طاعتها : أنها لا تمتنع مما أراده الله بها . قال قتادة : حقّ لها أن تفعل ذلك ، ومن هذا قول كثير :

فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا *** وحقت لها العتبى لدينا وقلت

/خ25