فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ} (2)

ومعنى { وأذنت لربها وحقت } أنها أطاعته في الانشقاق ولم تأب ولم تمتنع ، مشتق من الأذن وهو الاستماع للشيء والإصغاء إليه . وحق لها أن تطيع وتنقاد وتسمع : وقد استعمل الأذن في الاستماع في أشعار العرب ، وفي الحديث " ما أذن الله لشيء أذنه لنبي يتغنى بالقرآن " قال الشاعر :

صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به *** وإن ذكرت بسوء عندهم أذن{[1704]}

وقال الحجار بن حكيم : أذنت لكم لما سمعت هديركم .

وفي المختار أذن له استمع وبابه طرب ، وقيل المعنى وحقق الله عليها الاستماع لأمره بالانشقاق أي جعلها حقيقة بذلك ، قال الضحاك حقت أطاعت وحق لها أن تطيع ربها لأنه خلقها ، يقال فلان محقوق بكذا . ومعنى طاعتها إنها لا تمتنع مما أراده الله بها . قال قتادة حق لها أن تفعل ذلك ، ومن هذا قول كثير :

فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا *** وحقت لها العتبى لدنيا وقلت


[1704]:البيت لقعنب بن ضمرة بن أم صاحب أم قعنب، وكان في أيام الوليد، وهو في "مجاز القرآن" 1/ 177، و "الطبري" 30/ 112. و "السمط": 362، و"الاقتضاب": 292 و "شواهد الكشاف" 143، و "القرطبي 19/ 267، و "اللسان" أذن، وأورد بيتا قبله، هو: إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا مني وما علموا من صالح دفنوا