قوله : { وَأَذِنَتْ } . عطف على «انشقت » ، وقد تقدَّم أنَّه جواب على زيادة الواو .
ومعنى «وأذنت » : أي : استمعت أمره ، يقال : أذنت لك : استمعت لك ، وفي الحديث : «مَا أذِنَ اللهُ لِشَيءٍ كأذنِهِ لِنَبيِّ يَتغنَّى بالقُرْآنِ »{[59652]} .
وأنشد أبو عبيدة والمبرد والزَّجاج قول قعنب : [ البسيط ]
5134- صُمٌّ إذَا سَمِعُوا خَيْرَاً ذُكِرْتُ بِهِ *** وإنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عندهُمْ أذِنُوا{[59653]}
5135- إن يأذنُوا ريبَةً طَارُوا بِهَا فَرَحَاً *** ومَا هُمُ إذِنُوا من صالحٍ دَفنُوا{[59654]}
وقال الجحاف بن حكيم : [ الطويل ]
5136- إذِنْتُ لَكُمْ لمَّا سَمِعْتُ هَرِيركُمْ*** . . . {[59655]}
ومعنى الاستعارة - هاهنا - أنَّه لم يوجد في جِرْمِ السماء ما يمنع من تأثير قدرة الله تعالى في شقها ، وتفريق أجزائها ، فكأنَّها في قبول ذلك التأثير كالعبدِ الطائع الذي إذا ورد عليه الأمر من جهة المالك أنصت ، وأذعن ، ولم يمتنع كقوله تعالى : { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [ فصلت : 11 ] ، وذلك يدل على نفوذ القدرة في الإيجاد والإبداع من غير ممانعة أصلاً . قاله ابن الخطيب{[59656]} .
قوله : «وحُقَّتْ » . الفاعل في الأصل هو الله تعالى ، أي : حقَّ الله عليها ذلك ، أي : بسمعهِ وطاعته ، يقال : هو حقيقٌ بكذا ومحقوق ، والمعنى : وحقَّ لها أن تفعل .
قال الضحاكُ : «حَقَّتْ » أطاعت وحقَّ لها أن تُطِيعَ{[59657]} .
وقال ابن الخطيب{[59658]} : وهو من قولك : محقوقٌ بكذا وحقيقٌ به ، وهي حقيقة بأن تنقاد ، ولا تمتنع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.