تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مُسۡتَكۡبِرِينَ بِهِۦ سَٰمِرٗا تَهۡجُرُونَ} (67)

{ مستكبرين به } أي : بالحرم { سامرا تهجرون( 67 ) } أي : تتكلمون بهجر القول ومنكره .

قال قتادة : يعني بهذا : أهل مكة ، كان سامرهم لا يخاف شيئا ، كانوا يقولون : نحن أهل الحرم ، فلا نقرب لما أعطاهم الله من الأمن ، وهم مع ذلك يتكلمون بالشرك والبهتان{[866]} .

والقراءة على تفسير قتادة : بضم التاء وكسر الجيم وكان الحسن يقرؤها : ( تهجرون ) بنصب التاء ورفع الجيم{[867]} ، وتأويلها : الصد والهجران . يقول : قد بلغ من أمانكم أن سامركم [ يسمرنا ]{[868]} .

بالبطحاء ، يعني : سمر الليل ، والعرب يقتل بعضها بعضا ، ويسبي بعضها بعضا ، وأنتم في ذلك تهجرون كتابي ورسولي . قال محمد : يقال : هذا سامر الحي ، يراد المتحدثون منهم ليلا .


[866]:روى تفسير الطبري (9/226، 227).
[867]:انظر تفسير الطبري (9/231)، والسبعة لابن مجاهد (446)، والبحر المحيط (6/413).
[868]:في البريطانية (سمر).