تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ} (32)

{ من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض } يعني : ما تستوجب به القتل { فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا } قال الحسن : من إحيائها أن ينجيها من القود فيعفو عنها أو يفاديها من العدوان ، وينجيها من الغرق ، ومن الحرق ، ومن السبع ، وأفضل إحيائها أن ينجيها من كفرها وضلالتها .

قال محمد : ذكر بعض المفسرين في قوله : { فكأنما قتل الناس جميعا } أي : يعذب كما يعذب قاتل الناس جميعا . ومن أحياها أجر في إحيائها ؛ كما يؤجر من أحيا الناس جميعا .

يحيى : عن المعلى ، عن سماك بن حرب ، عن قابوس بن المخارق ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله أرأيت إن عرض لي رجل يريد نفسي ومالي ، فكيف أصنع به ؟ قال : " تناشده بالله " . قال : نشدته بالله فل ينته قال : " استعد عليه السلطان " . قال ليس بحضرتنا سلطان ، قال : " استعن عليه بالمسلمين " قال : نحن بفلاة من الأرض ليس قربنا أحد . قال : " فجاهده دون مالك حتى تمنعه أو تكتب في شهداء الآخرة " {[295]} .

{ ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات } يعني : أهل الكتاب { ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون } لمشركون ؛ يعني : من لم يؤمن منهم .


[295]:أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/294 – 295) والنسائي (7/129) ح (4092) والطبراني في الكبير (20/313 – 315) ح (746 – 749) والبيهقي في الكبرى (8/336) وانظر / نصب الراية للزيلعى (4/349).