تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

{ يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } إلى قوله { الذي أنتم به مؤمنون }

تفسير الحسن : أن ثلاثة نفر من أصحاب النبي جعل أحدهم على نفسه ألا يغشى النساء أبدا ؛ وجعل أحدهم على نفسه لا يفطر نهارا أبدا ، وجعل أحدهم على نفسه لا ينام ليلا أبدا ؛ فكان عثمان بن مظعون ممن جعل على نفسه ألا يغشى النساء ؛ وكانت امرأته تأتي أزواج النبي في شارة حسنة وريح طيبة ؛ فلما جعل عثمان على نفسه ما جعل ، أتتهن في غير تلك الشارة ، فأنكرن عليها ؛ فقالت : إنما تصنع المرأة لزوجها ؛ وإن فلانا وفلانا وفلانا جعلوا على أنفسهم كذا وكذا ، فلما جاء رسول الله ذكرن ذلك له ، فغضب وبعث إليهم ، فقال : " ألم أحدث عنكم بكذا وكذا ؟ " قالوا : بلى . قال : " لكني أنا أصوم وأفطر ، وأقوم و أنام ، وأغشى النساء وأدع ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " فاستغفر القوم من ذلك وراجعوا أمرهم الأول{[306]} .


[306]:أخرجه البخاري (9/5-6) ح (5063) ومسلم (2/1020) ح (1401).