غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

87

و{ كلوا } أمر إباحة وتحليل { مما رزقكم الله } في إدخال «من » التبعيضية إرشاد إلى الاقتصاد والاقتصار في الأكل على البعض وصرف الباقي إلى المحتاجين ، وفيه أنه تعالى هو الذي يرزق عبيده وتكفل برزقهم . قال في التفسير الكبير : قوله { حلالاً طيباً } إن كان متعلقاً بالأكل كان حجة للمعتزلة على أن الرزق لا يكون إلا حلالاً لأنه يدل على الإذن في أكل كل ما رزق الله تعالى وإنما يأذن في أكل الحلال فيلزم أن يكون كل رزق حلالاً ، وإن كان متعلقاً بالمأكول أي كلوا من الرزق الذي يكون حلالاً كان حجة لأصحابنا لأن التقييد يؤذن بأن الرزق قد لا يكون حلالاً . أقول : هذا فرق ضعيف ولهذا قال في الكشاف : { حلالاً } حال { مما رزقكم الله } مع أنه من المعتزلة . ثم أكد التوصية بقوله { واتقوا الله } وزاده تأكيداً بقوله { الذي أنتم به مؤمنون } لأن الإيمان به يوجب اتقاءه في أوامره ونواهيه .

/خ100