تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

وقوله تعالى : { وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا }

يحتمل أن يكون الحلال هو الطيب ، والطيب هو الحلال ، سماها باسمين ، وهما واحد . ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { وكلوا مما رزقكم الله حلالا } بالشريعة والدين ، و{ طيبا } بالطبيعة لأن الحل والحرمة معرفتهما بالشريعة ، والطيب ما تستطيب به الطبائع .

وفي الآية دليل أنه قد يرزق ما هو خبيث ، ليس بطيب ، لأنه لو [ لم ] يرزق لم يكن لشرط الحلال والطيب معنى ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون } في الآية دلالة أن الخطاب للمؤمنين لأنه قال : { واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون } ولم يقل : { واتقوا الله } إن كنتم مؤمنين ، ونحو هذا قد سماهم مؤمنين مطلقا .

دل أنه يجوز أن يسمي { واتقوا الله } و{ لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } { الذي أنتم به مؤمنون } أنه لا يحل ، ولا يحرم ، إلا هو . وليس /135- ب/ إلى من [ هو ] دونه تحليل أو تحريم .