إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حلالا طَيّباً } أي ما حل لكم وطاب مما رزقكم الله ، فحلالاً مفعول ( كلوا ) ، ومما رزقكم إما حال منه تقدمت عليه لكونه نكرةً ، أو متعلق بكلوا ، ومِنْ ابتدائية ، أو هو المفعول وحلالاً حال من الموصول ، أو مِنْ عائدِه المحذوف ، أو صفةٌ لمصدرٍ محذوف ، أي أكلاً حلالاً ، وعلى الوجوه كلها لو لم يقع الرزق على الحرام لم يكن لذكر الحلال فائدة زائدة { واتقوا الله الذي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } توكيد للوصية بما أَمَر به ، فإن الإيمان به تعالى يوجب المبالغة في التقوى والانتهاء عما نهى عنه .