فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وكلوا مما رزقكم الله } أي تمتعوا بأنواع الرزق ، وإنما خص الأكل لأنه أغلب الانتفاع بالرزق { حلالا طيبا } أي غير محرم ولا مستقذر ، أو أكلا حلالا طيبا أو كلوا حلالا طيبا ، قال ابن المبارك : الحلال ما أخذته من وجهه ، والطيب ما أغذى وأنمى ، فأما الجامد كالطين والتراب وما لا يغذي فمكروه إلا على وجه التداوي .

ثم وصاهم الله تعالى بالتقوى فقال : { واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون } هذا تأكيد للوصية ، وفي الآية دليل على أن الله عز وجل قد تكفل برزق كل أحد من عباده .