تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

قوله تعالى : { وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً } أي من الطيبات التي تسمى رزقاً حلالاً واتقوا الله تأكيداً للوصية بما أمر الله به ، قال ابن عباس : لما نزل { لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم } إلى آخر الآيتين ، فقالوا : يا رسول الله كيف نعمل بايماننا التي حلفنا فأنزل الله تعالى قوله : { لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم } وعن مجاهد هو الرجل يحلف على الشيء يرى أنه كذلك وليس كما ظن وهو قول أبي حنيفة والهادي ، وعن عائشة أنه قول الرجل لا والله بلى والله ، وهو مذهب الشافعي ، واللغو في اليمين الساقط الذي لا يتعلق به حكم قوله : { ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان } أي بتعقيدكم الايمان وهو توكيدها بالقصد والنيَّة ، والمعنى ولكن يؤاخذكم بما عقدتم إذا حنثتم { فكفارته } أي فكته ، والكفارة الفعلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة ، قوله : { من أوسط ما تطعمون أهليكم } أي من أقصده لأن من يسرف في طعام أهله ومنهم من قتّر وهو عند أبي حنيفة نصف صاع من برّ أو صاع من غيره لكل مسكين أو يغدّيهم ويعشّيهم ، وعند الشافعي مدّ لكل مسكين ، قوله : { أو كسوتهم } يعني ما يغطي العورة وعن ابن عباس : كانت العباءة تجزئ يومئذ ، وعن مجاهد : ثوب جامع ، وعن الحسن : ثوبان أبيضان ، وقيل : أراد قميصاً أو رداء أو كساء ، قوله : { أو تحرير رقبة } شرط الشافعي الايمان قياساً على كفارة القتل وأما أبو حنيفة وأصحابه فقد جوّزوا تحرير الرقبة الكافرة في كل كفارة سوى القتل ، قوله : { فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام } متتابعات { واحفظوا ايمانكم } فبرّوا ولا تحنثوا ، أراد الحنث في الإِيمان التي الحنث فيها معصية لأن الايمان اسم جنس يجوز إطلاقه على بعض الجنس ، وقيل : احفظوها كيف حلفتم بها ولا تنسوها تهاوناً بها { كذلك يبين الله لكم آياته } أعلام شرائعه وأحكامه { لعلكم تشكرون } نعمته .