بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

ثم قال : { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله حلالا طَيّباً }

من الطعام والشراب ، { واتقوا الله } ولا تحرموا ما أحلّ الله لكم ، { الذي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } يعني : إن كنتم مصدّقين به ، فأحلوا حلاله ، وحرموا حرامه . ثم أمرهم الله تعالى بأن يكفروا أيمانهم ، لأنه لما حرموا الحلال على أنفسهم ، كان ذلك يميناً منهم .

ولهذا قال أصحابنا : إذا قال الرجل لشيء حلال : هذا الشيء عليّ حرام يكون ذلك يميناً ، فأمرهم الله تعالى بأن يأكلوا ، ويحنثوا في أيمانهم ، وفي الآية دليل : أن الرجل إذا حلف على شيء ، والحنث خير له ، ينبغي أن يحنث ويكفر بيمينه . وفيها دليل : أن الكفارة بعد الحنث ، لأنه أمرهم بالحنث ، بقوله : { فكلوا } ثم أمرهم بالكفارة وهو قوله تعالى : { لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ الله باللغو فِي أيمانكم } .