الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ} (88)

{ وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً }

قال عبد اللّه بن المبارك : الحلال ماأخذته من وجهه ، والطيب ما غذا ونما ، فأما الجوامد والطين والتراب ، وما لا يغذي فمتروك إلاّ على جهة للتداوي { وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } .

روي عن عائشة وأبي موسى الأشعري " أن النبي ( عليه الصلاة والسلام ) كان يأكل الفالوذج والدجاج ، وكان يعجبه الحلواء والعسل ، وقال : " إن المؤمن حلو يحب الحلاوة " ، وقال : " في بطن المؤمن زاوية لا يملأها إلاّ الحلواء " .

وروي أن الحسن كان يأكل الفالوذج فدخل عليه فرقد السبخي فقال : يا فرقد ما تقول في هذا ؟ فقال فرقد : لا آكله فلا أحب أكله ، فأقبل الحسن على غيره كالمتعجب وقال : يا هذا أتحب لباب البر مع سمن البقر ؟ هل يعيبه مسلم .

وجاء رجل إلى الحسن فقال : إن لي جاراً لا يأكل الفالوذ ، قال : ولم ؟ قال : يقول : لا يروي شكره . قال الحسن : ويشرب الماء البارد ؟ قال : نعم ، قال : جارك جاهل إن نعمة اللّه عليه في الماء البارد أكثر من نعمته عليه في الفالوذ .